MCP هو بروتوكول تقني مفتوح المصدر طورته شركة Anthropic وأطلقته رسميًا في نوفمبر 2024. لفهم أهميته، تخيل أنك تريد توصيل هاتفك بسماعات أو شاشة لكن كل جهاز يحتاج نوع مختلف من الكابلات (لأن لكل منها منفذًا خاصًا) هذا بالضبط ما كان يحدث مع أنظمة الذكاء الاصطناعي قبل ظهور بروتوكول .MCP
في السابق عندما أراد المطورون جعل نموذج ذكاء اصطناعي مثل Claude يتفاعل مع تطبيق آخر مثل جداول جوجل أو Slack كان عليهم كتابة كود خاص لكل اتصال على حدة الأمر أشبه بضرورة امتلاك كابل مختلف لكل جهاز تريد وصله، هنا جاء بروتوكول MCP ليحل هذه المشكلة، تماما مثلما وحد منفذ USB-C طريقة توصيل الأجهزة الإلكترونية، وحد هذا البروتوكول طريقة اتصال أنظمة الذكاء الاصطناعي مع التطبيقات الأخرى.
الآن بدلا من كتابة كود خاص لكل اتصال يكفي أن ينشئ مطورو التطبيقات خادم MCP واحد يشرح كيفية التفاعل مع تطبيقهم بعدها يمكن لأي نظام ذكاء اصطناعي الاتصال بهذا الخادم واستخدام خدماته بسهولة، مثلا فريق جوجل يمكنه إنشاء خادم MCP واحد لجداول جوجل ثم يستطيع Claude أو ChatGPT أو أي نموذج آخر الاتصال بهذا الخادم والوصول إلى البيانات دون الحاجة لإعادة كتابة الكود من البداية، هذا التغيير يجعل عملية تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي أسرع وأسهل بكثير كما يسمح بإنشاء تطبيقات أكثر ذكاء وقدرة على التفاعل مع مختلف الخدمات والبيانات بسلاسة.
ما هي العناصر الأساسية لبروتوكول MCP؟

عند بروتوكول MCP نجد ثلاثة عناصر رئيسية تعمل معا بتناغم أولها الخوادم، هذه البرامج تقف بين أنظمة الذكاء الاصطناعي ومصادر البيانات المختلفة، تعمل الخوادم على أخد البيانات من قواعد المعلومات وأدوات العمل مثل Slack وتحويلها إلى صيغة يفهمها الذكاء الاصطناعي بسهولة.
أما العنصر الثاني فهم العملاء الذين يمثلون الوسيط النشط، في هذه المعادلة هؤلاء العملاء يربطون بين التطبيقات التي تستخدمها يوميا والخوادم المتخصصة، مهمتهم الأساسية تتمثل في البحث عن الخوادم المناسبة ونقل طلباتك إليها ثم إعادة النتائج إليك بشكل مفهوم وسهل.
العنصر الثالث والأخير هم المضيفون وهم الواجهة التي تتعامل معها مباشرة سواء كان ذلك من خلال تطبيق على حاسوبك أو منصة تطوير معينة، هؤلاء المضيفون يحولون أوامرك الصوتية أو النصية إلى لغة يفهمها النظام ويعرضون لك النتائج النهائية بطريقة واضحة.
لنفهم كيف تعمل مكونات MCP معاً من خلال مثال من الحياة اليومية، تخيل أنك مدير مشروع وتحتاج إلى تحديث جدول المهام في برنامج Trello بناءً على آخر مناقشات الفريق في Slack، تبدأ بفتح تطبيق Claude على حاسوبك وتقول “حدث جدول المشروع في Trello حسب آخر نقاشات Slack أمس”، المضيف وهو تطبيق Claude الذي تراه أمامك يستقبل طلبك الصوتي ويحوله إلى نص مفهوم للنظام ثم يمرره إلى العميل الذي يشبه مساعداً خفياً، العميل الذكي يبدأ رحلته بالبحث عن خادم Trello وخادم Slack المتصلين بالنظام، يذهب أولاً إلى خادم Slack ويطلب آخر الرسائل المتعلقة بالمشروع من قناة الفريق المخصصة ثم يتوجه إلى خادم Trello حاملاً معه هذه المعلومات، خادم Slack هنا يعمل كمحلل محترف يقرأ مئات الرسائل ويستخرج منها النقاط المهمة المتعلقة بتحديثات المشروع فقط، بينما خادم Trello يشبه منظم المهام الخبير يأخذ هذه التحديثات ويوزعها على البطاقات واللوحات المناسبة في جدول المشروع، بعد اكتمال المهمة يعود العميل إلى المضيف حاملاً رسالة التأكيد فيظهر لك في تطبيق Claude إشعاراً يقول “تم تحديث جدول المشروع في Trello بناءً على 5 نقاط رئيسية من مناقشات Slack”.
هذا التكامل السلس الذي يحدث في ثوانٍ هو جوهر نظام MCP، حيث تختفي التعقيدات التقنية خلف واجهة سهلة تتيح لك التركيز على ما تريد تحقيقه بدلاً من كيفية تحقيقه سواء كنت مديراً مشغولاً يحتاج إلى تقارير سريعة أو مبرمجاً يريد دمج أنظمة متعددة أو مستخدماً عادياً يبحث عن تجربة أكثر سلاسة، فإن MCP صمم ليجعل تفاعلك مع التكنولوجيا طبيعياً وسلساً كما لو كنت تطلب من مساعد بشري محترف.
أضف تعليقاً